- Goldenlegend a écrit:
- مَغْرِبَ الشَّمْسِ=ظرف زمان
Merci a Yacoub de traduire .
أحب أن أطرح نقد تحليلي مفصل عن آية غروب الشمس في عين حمئة برغم علمي أن هذا الموضوع قتل بحثاً. ولكن كعادتي، أحب أن أضيف نظرتي الخاصة للأمور، فضلاً عن أن هذه الآية في رأيي هي أصعب ما يواجه القرآن في حربه مع المتشككين.
هذه المرة سأرتب النقد والتحليل ترتيب مرقم ومقسم لأتيح الإخوة المسلمين في المنتدى سهولة الرد، ولكي أسهل على القارئ استيعاب الأمر لأن الموضوع متشعب جداً هذه المرة.
نبدأ:
هناك ثلاث آيات محورية في سورة الكهف، أقوم باستخدامهم ككتلة واحدة لأنهم يساهموا في نفس القصة:
1- حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا
2- حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا
3- حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا
وهذا بترتيب ظهور الآيات في السورة. الآن يدعي ناقد القرآن أن الآيات نفهم منها أن الشمس تغرب في مكان اسمه مغرب الشمس وتطلع من مكان اسمه مطلع الشمس. بينما يرى المؤمن أن هذا الكلام خاطئ لاجئاً إلى واحد من هذه الدفاعات الثلاث:
1- مغرب الشمس ومطلعها ظرفي زمان
2- مغرب الشمس ومطلعها ظرفي مكان ولكن المقصود هو أقصى الشرق وأقصى الغرب
3- كلمة وجد تفيد الترائي ولا تعني بالضرورة أن هذا هو الواقع
هكذ أرد بالتفصيل على كل واحدة من تلك الدفاعات مع الترقيم حتى لا "يتوه" مني القارئ.
1- مغرب الشمس ومطلعها ظرفي زمان
رد 1- أ:
لو كانت الآيات تتكلم عن أزمنة، فيمكن أن نفهم أن مغرب الشمس يعبر عن وقت المغرب. إذا كان هذا هو الحال، فعن ماذا يعبر مطلع الشمس؟ وقت المطلع؟ بحسب علمي، وقت طلوع الشمس يعبر عنه بمشرق الشمس، أو وقت المشرق، أو وقت الشروق، أو حتى "وقت طلوع الشمس". لكن لم أرى –أتكلم عن نفسي- في القرآن أو في اللغة العربية عامة استخدام مصطلح "مطلع الشمس" للتعبير عن وقت شروق الشمس. بالنسبة لي كلمة "مطلع الشمس" توحي بمكان أكثر مما توحي بزمان. ولكن، لنفترض أنني مخطئ وننتقل للنقطة التالية.
رد 1-ب:
بغض النظر عن المصطلحات والمطلع والمغرب، لنتأمل الآيات الثلاث المذكورة ونبحث عن نمط. نجد الآتي:
آية 1: حتى إذا بلغ (شيئ ما زمان أو مكان)
آية 2: حتى إذا بلغ (شيئ ما زمان أو مكان)
آية 3: حتى إذا بلغ (بين السدين، وهذا مكان لا محالة)
التقدبر المبدئي يقول أن تكرار تتابع الثلاث كلمات: (حتى) (إذا) (بلغ) في نفس السورة ونفس القصة يقول بأن المقصود في الحالات الثلاث هو مكان لأن الثالث مكان، فالأغلب أن الأول والثاني أماكن أيضاً. من غير المنطقي أن يكون المقصود أول وثاني مرة زمان وثالث مرة فقط مكان. وعلى كل حال سنلتزم بالحالتين ونحلل كل واحدة ونرى أيهم أكثرمنطقية.
الحالة الأولى (والتي أراها أكثر منطقية) هى أن المقصود في الثلاث آيات مكان. لنرى كيف تسير القصة على ضوء هذه الحالة:
ذهب ذو القرنين إلى ثلاثة أماكن: الأول هو مغرب الشمس، الثاني هو مشرق الشمس، والثالث هو بين السدين. عندما "بلغ" ذو القرنين أول مكان (مغرب الشمس) وجد شيئ ملائم لهذا المكان: وجد شمس تغرب في عين وهذه العين حمئة، أي حارة. (سأضع كل معاني كلمة حمئة لاحقا في فقرة تالية). وهو أمر منطقي. ووجد ذو القرنين عند هذا المكان (قوم 1).
عندما بلغ ذو القرنين المكان الثاني (مطلع الشمس) وجد شيئ ملائم لهذا المكان. وجد أن الشمس تطلع على قوم وهؤلاء القوم لا يجدون ستراً من هذه الشمس وهو أمر منطقي في مكان تطلع منه الشمس. هكذا وجد ذو القرنين (قوم 2).
عندما بلغ ذو القرنين المكان الثالث (بين السدين) وجد عنده (قوم 3). وهؤلاء القوم يشكون له من يأجوج ومأجوج.
هكذا نجد أن كل شيئ منطقي. هناك ثلاثة أماكن، ثلاثة أقوام، ثلاثة ملاحظات متعلقة بالأماكن.
الحالة الثانية هي أن المقصود أول مرتين زمان وآخر مرة فقط مكان:
على ضوء هذا الإفتراض ستسير القصة مساراً مثيراً للتساؤلات والتفاصيل الزائد التي لا نجد أين نضعها في سياق القصة. فنجد أن ذو القرنين كان يمضي في رحلته (التي حتما تستغرق أكثر من يوم واحد على الأقل) إلى أن جاء يوم وصل إلى مكان ما (لا نعرف ما هو المكان) ولكنه وصل وقت المغرب. ليس هذا فقط، عندما وصل وقت المغرب ترائى له أن الشمس تغرب في عين. هذه العين هي (بالتحديد) عين حمئة. لا نعرف لماذا هذه العين حمئة (بغض النظر عن معنى حمئة)؟ ولا لماذا احتاج القرآن أن يوصف شيئ عابر وبسيط كوصول شخص مكان ما وقت الغروب بكل هذه التفاصيل. فبدلاً من أن يقول (حتى إذا بلغ مغرب الشمس، وجد قوم) – أو (حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب، ووجد عندها قوم )، اختار أن يكلمنا عن الرؤية الشخصية لذو القرنين ولترائيه الخاص للشمس وهي تغرب في عين حمئة بالتحديد حتى يوصل لنا فكرة أنه وصل المكان (الذي لا نعرف أين) وقت الغروب. حسب علمي لا يوجد استخدام لكل هذه التفصيل في القصة القرآنية بعد ذلك. بينما نفس هذه التفاصيل كانت ذو أهمية أساسية لسير القصة في الحالة السابقة.
نكمل القصة: المرة الثانية، مضى ذو القرنين في رحلته، وفي يوم ما وصل مكان آخر (لا ندري أيضاً أين هو) ولكن الأهم هو أن ذو القرنين وصل وقت شروق الشمس. وهو تفصيل قليل الأهمية في ظل رحلة شاقة وطويلة أيام الخيل واليطء. فكم مرة شرقت الشمس وغربت؟ مئات المرات. فعلت هذا كثيراً جداً حتى أنها لم تعد صالحة لتمييز أي حدث، بينما يحظى بهذه الأهمية ذكر المكان. فهو بالتأكيد أمر جوهري يدل على التقدم في الأحداث.
ولكن الأهم من ذلك، هو أن ذو القرنين وجد قوم في هذا المكان الذي لا نعرفه، وبالصدفة، هؤلاء القوم لا يجدون ستراً من الشمس. طبعاً ليس السبب أنهم عند مطلع الشمس. فمطلع الشمس ظرف زمان. إذاً ما هو السبب؟ لا نعرف. ها نحن لا نعرف أين يحدث الحدث، وقيل لنا تفصيل لا سبب واضح له، ولا يساهم في القصة بعد ذلك. تماماً كما حدث مع مغرب الشمس: لم نعرف أين المكان، وقيل لنا تفصيل لا سبب واضح له (عين حمئة) ولم يساهم في القصة بعد ذلك. وأذكر الجميع هنا مرة أخرى، أن المكان في الحالة الأولى معروف، وأسباب وجود عين حمئة وقوم لا يجدون ستراً من الشمس موجود.
في المرة الثالثة، يصل ذو القرنين إلى مكان هذه المرة، ولكن لا نعرف متى؟ فالقصة التزمت بذكر الأزمنة سابقاً وهي الآن لا ترى ذكر الزمن ضرورياً. قد نقول هنا أن ذه الأمور تعود للراوي ولا دخل لي بها، ولكن الراوي ليس معنا، فبالتالي، أفضل حل هو مقارنة الإحتمالات وترجيح الأكثر منطقية. الأكثر منطقية هو أن يلتوم الراوي بالزمان أو المكان خصوصا عندما يستخدم نفس المصطلحات بالحرف للتعبير عنها.
طبعاً، الإستنتاج النهائي هو أن الحالة الأولى أكثر منطقية بكثير جداً من الحالة الثانية. فالأولى لا توجد فيها ثغرة واحدة، بينما الثانية مليئة بالثغرات وعلامات الإستفهام.
2- مغرب الشمس ومطلعها ظرفي مكان ولكن المقصود هو أقصى الشرق وأقصى الغرب
رد 2- أ:
لا يوجد شيئ اسمه أقصى الشرق وأقصى الغرب إلا إذا كانت الأرض مسطحة. ولكن الأرض كروية.
رد 2- ب:
سنفترض أن المقصود أن ذو القرنين وجد بحر كبير في أقصى الشرق وأقصى الغرب. وأن المقصود بأقصى الشرق هو أقصى مكان تصل له قبل أن يمنعك البحر من التقدم والغرب نفس الشيئ.
A- ألا يقول القرآن أن الله أتاه من كل شيئ سبباً؟ لماذا لم يبن سفينة عملاقة واجتاح بها البحر؟ (مع العلم أن السفينة اختراع بدائي جداً)
B- سنفترض أن السفن لم تكن اخترعت بعد وقتها. الآية تقول مغرب الشمس وليس مغرب الأرض. يعني، لو أردنا أن نعبر عن أقصى مكان في الغرب لقلنا (مغرب الأرض) وليس (مغرب الشمس). خصوصاً وأن القرآن بالفعل فعل ذلك عندما أراد أن يعبر عن الشرق والغرب وقال:
" وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها"
ها هو القرآن يقول مشارق الأرض ومغاربها ولم يقل مشارق الشمس ومغاربها، فضلاً عن أن هذه هي المرة الوحيدة في القرآن كله التي ذكر فيها مصطلح (مغرب الشمس ومطلع الشمس) مع الإشارة إلى أن القرآن عبر كثيراً عن الشرق والغرب بدون اللجوء لهذا المصطلح الغريب.
C- سنفترض أن القرآن أراد هذه المرة بالتحديد أن يقول مغرب الشمس للتعبير عن الغرب لحكمة إلهية معينة، هل يكون التعبير عن اتجاه الشرق باستخدام كلمة (مطلع)؟ فاتجاه الغرب عبرنا عنه بكلمة مغرب الشمس، أما اتجاه الشرق فهل نقول عليه اتجاه المطلع؟ نفس هذه الكلمة تسببت في مشكلتين. الأولى عندما كانت تحاول التعبير عن وقت الشروق وكانت غريبة، والآن هي تعجز عن التعبير عن اتجاه الشرق. الكلمة دائماً ما توحي بأن (مطلع الشمس) هو المكان الذي (تطلع) منه الشمس.
D- سنفترض أيضاً أن أن القرآن أراد هذه المرة تحديداً أن يعبر عن اتجاه الشرق بكلمة مطلع. هل يُقال على البحر عين؟ وليس بحر عادي هذا. إنه البحر الذي منع رجلاً أتاه الله من كل شيئ سبباً أن يكمل رحلته. لا بد أنه بحر عظيم. هل يقال على بحر كهذا عين؟ لو أراد الله أن يقول بحر سيقول بحر. القرآن زاخر بالبحار. واللفظ ليس غريباً أو نادراً.
E- نفترض أن البحر يقال عليه عين. هل يقال على البحر عين حمئة؟ ماذا تعني حمئة؟
[right]